{يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ} منصرفين عن موقف الحساب إلى النار. وقال مجاهد: فارين غير معجزين {مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} يعصمكم من عذابه، {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}. {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ} يعني يوسف بن يعقوب {من قبل} أي: من قبل موسى، {بِالْبَيِّنَاتِ} يعني قوله: {أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار} [يوسف- 39] {فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ} قال ابن عباس: من عبادة الله وحده لا شريك له، {حَتَّى إِذَا هَلَكَ} مات {قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولا} أي: أقمتم على كفركم وظننتم أن الله لا يجدد عليكم الحجة، {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ} مشرك، {مُرْتَابٌ} شاك.{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ} قال الزجاج: هذا تفسير للمسرف المرتاب يعني هم الذين يجادلون في آيات الله أي: في إبطالها بالتكذيب {بِغَيْرِ سُلْطَانٍ} حجة {أَتَاهُم} من الله {كَبُرَ مَقْتًا} أي: كبر ذلك الجدال مقتًا، {عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} قرأ أبو عمرو وابن عامر {قلب} بالتنوين، وقرأ الآخرون بالإضافة، دليله قراءة عبد الله بن مسعود {على قلب كل متكبر جبار}.